بلدي نيوز – (عمر يوسف)
تداولت صفحات إخبارية موالية للنظام، تسجيلا مصورا لرئيس ما يسمى باللجنة الأمنية في حلب، اللواء زيد صالح، وهو يتجول داخل أحياء سيطرة النظام في المدينة، مشجعا الشباب على الالتحاق بالخدمة العسكرية والتطوع في جيش الأسد، بالتزامن مع ما تشهده المدينة من معارك.
وظهر "زيد" باللباس العسكري وهو يخاطب مجموعة من الشبان ويحثهم على تأدية الخدمة العسكرية، رغم أن معظمهم بدوا صغارا في السن، وبينهم من كان يحمل حقيبة مدرسية تدل على أنه طالب مدرسي.
ولم يلق طلب رئيس اللجنة تجاوبا، حيث ظهر معظم الشبان في حالة ارتباك وخوف، في الوقت الذي كان يحاول حثهم على الذهاب "لخدمة الوطن"، على حد وصفه.
ويعيش في مناطق سيطرة النظام بحلب قرابة مليون شخص، معظمهم من الفئات العمرية المتقدمة، بعد هجرة النسبة العظمى من الشباب، هربا من الخدمة العسكرية في صفوف جيش النظام، لاسيما بعد حملة الاعتقالات التعسفية على الحواجز، بحثا عن المتخلفين عن السوق لجيش الأسد، حيث باتت الأحياء الغربية من مدينة حلب خالية من الشبان الذكور، إلا من طلبة الجامعات، الذين يتعرضون للمساءلة حتى إثبات امتلاكهم وثائق تأجيل الخدمة.
ومن يحالفه الحظ من الطلاب والموظفين ولا يتم سوقه إلى الخدمة الإلزامية، يتم اقتياده إلى جبهات القتال للقيام بأعمال (السخرة) كتعبئة أكياس الرمل وتدعيم نقاط تمركز قوات النظام على الجبهات المتوترة.
ولم يقتصر الأمر على الخدمة الإلزامية، فقد دأب النظام في الآونة الأخيرة على الزج بالموظفين في جبهات القتال وترغيبهم بالامتيازات الوهمية وحمل السلاح، تعويضا للنقص في العنصر البشري لدى قواته العسكرية المتهالكة، بعد قتال ومعارك استنزفت قواه البشرية، وهو ما دفع البعض لترك وظيفته هربا من الموت في جبهات القتال.
وتطور الأمر لأن يصدر رأس النظام، بشار الأسد، المراسيم التي تصب في خدمة هذا الأمر، عبر استقطاب الموظفين إلى خدمة الاحتياط أو التطوع، مع ضمان راتبهم الشهري، على أن تعد فترة خدمتهم في جيشه إجازة مدفوعة الأجر، كما يحتفظ بـ الترفيعات والمزايا المقررة لأمثالهم من العاملين على رأس عملهم.
وبهذا الصدد يقول الناشط الإعلامي "أبو أحمد الحلبي"، إن نظام الأسد لم يترك وسيلة لجلب الشبان إلى جيشه إلا وقام بها، عبر الترهيب والاعتقال والحواجز، أو الترغيب بتقديم التسهيلات، والتي كان أبرزها أن يخدم الشاب الحلبي في مدينته، وهو الأمر الذي كان يعد أمرا مستحيلا قبل الثورة السورية".
ويضيف الحلبي، أن هذه التسهيلات والأساليب لم تقنع أحدا، حتى المؤيدين للنظام، الذين لاذ غالبيتهم بالفرار إلى الدول المجاورة أو اللجوء إلى الدول الأوروبية.